وجهت وزارة الصناعة المصرية دعوة إلى جميع أصحاب المشروعات الصناعية في مصر للانضمام إلى منصة “طلبات وعروض المنتجات الصناعية والتعدينية العربية” (APIP.online)، والتي تعد أول منصة رسمية عربية تهدف إلى تعزيز التكامل الصناعي بين الدول العربية. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الدولة المصرية لتعميق التعاون الاقتصادي والصناعي العربي، استجابة لتوجيهات الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل.

وتسعى المنصة، التي تعتبر أحد المبادرات الرئيسة للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين (الإيدسمو)، إلى دعم الترابط بين المصانع العربية من خلال تسهيل التبادل الصناعي والتجاري. كما تهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات رقمية لطلبات وعروض المنتجات الصناعية والتعدينية في الدول العربية، مما يعزز الربط بين احتياجات المصانع وقدراتها الإنتاجية ويشكل سلاسل توريد إقليمية فعالة. من خلال هذه المبادرة، يمكن للمصانع العربية الوصول إلى منتجات ومدخلات الإنتاج وقطع الغيار من دول أخرى، مما يفتح أمامها أسواقًا تصديرية ويقلل من الاعتماد على الاستيراد.

منصة APFM لتعزيز التعدين العربي

كما دعت الوزارة الشركات المصرية للاشتراك مجانًا في “المنصة العربية لمعادن المستقبل” (APFM.aidmo.org)، التي تكمل منصة APIP. تهدف هذه المنصة إلى تعزيز الموارد التعدينية العربية وربطها بالصناعة، وتقديم فرص استثمارية في القطاع التعديني العربي.

فرص جديدة ومزايا تكنولوجية متقدمة

توفر منصة “المنتجات العربية” حسابات مجانية للمنشآت الصناعية، مما يمكنها من عرض منتجاتها على متجر إلكتروني متكامل بثلاث لغات، إلى جانب أدوات تفاعلية تعتمد على الذكاء الصناعي. كما يتم تنظيم معارض افتراضية متخصصة، مما يتيح للمصانع فرصة تسويق منتجاتها بأدوات ترويج ذكية دون الحاجة إلى المشاركة في معارض فعلية.

وقد سجلت المنصة حتى الآن أكثر من 66 ألف منشأة صناعية من 21 دولة عربية، بينها أكثر من 15 ألف منشأة مصرية، إضافة إلى فرص استثمارية مصرية تم نشرها على المنصة.

التكامل الرقمي بين منصات مصرية وعربية

أعلنت وزارة الصناعة عن بدء الربط بين منصة “مصر الصناعية الرقمية” ومنصتي APIP وAPFM، وهو ما يعكس التزام الدولة بالتحول الرقمي كأداة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة. ويأتي هذا الربط كخطوة هامة نحو تعزيز التعاون بين المستثمرين والمصنعين العرب، مما يعزز سلاسل القيمة المضافة ويحقق استفادة متكاملة من الخامات والتصنيع والفرص الاستثمارية.

دعم الصناعة المصرية في السوق العربي

من خلال هذا الربط، تفتح الوزارة بابًا واسعًا لعرض الفرص الاستثمارية المصرية على مستوى العالم العربي، ومنها المجمعات الصناعية الجاهزة، مثل الوحدات الصناعية بمدينة الجلود بالروبيكي. كما تسهم هذه المبادرة في جذب الاستثمارات وتوطين الصناعات داخل مصر.

وأعلنت الوزارة عن اتخاذ عدة خطوات لتفعيل الاستفادة من المنصات، تشمل رفع وتحديث الفرص الاستثمارية المصرية، والتنسيق مع اتحاد الصناعات والغرف الصناعية لتشجيع الشركات على التسجيل المجاني، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل مشتركة للتعريف بالمنصة.

ختامًا، تمثل هذه المبادرات خطوة مهمة نحو توسيع آفاق التعاون الصناعي بين الدول العربية، مما يعزز التكامل الاقتصادي ويقدم فرصًا جديدة للمصنعين والمستثمرين في مصر والمنطقة العربية.