مع اتساع الفجوة بين التعليم وسوق العمل، وتزايد معدلات البطالة بين الشباب، أصبحت ريادة الأعمال تمثل طوق نجاة حقيقي لكثير من الطموحين الباحثين عن فرصة جديدة لحياة مستقرة ومُنتجة.

لكن رغم الحراك الملحوظ في المشهد الريادي في مصر، ما زالت التحديات تحاصر الشباب من كل اتجاه. الطموح موجود، والأفكار كثيرة، لكن الوصول إلى التنفيذ الفعلي غالبًا ما يُواجه بعوائق التمويل، البيروقراطية، ضعف الخبرة، وغياب الحاضنات التي ترعى المشروعات الوليدة في مراحلها الحرجة.

ريادة الأعمال ليست مجرد فكرة جميلة أو طريق بديل عن الوظيفة، لكنها مسؤولية ومخاطرة تحتاج استعداد نفسي وذهني، ودعم من الدولة والمجتمع. رائد الأعمال في مصر اليوم يحتاج إلى من يحتضنه، لا من يحاسبه قبل أن يبدأ.

التحدي الحقيقي هو بناء بيئة ريادية حقيقية: تشريعات مشجعة، تمويل واقعي، تعليم عملي، وإعلام يحكي القصص الملهمة بدلًا من تسويق الأحلام الوردية.

ريادة الأعمال في مصر تسير على طريق واعد، لكنها تحتاج شراكة حقيقية بين الجميع: الحكومة، القطاع الخاص، المجتمع المدني، والشباب أنفسهم.

(هشام إبراهيم حموده)
مؤسس ومدير شركة YHI متخصصة في معدات الرفع والمناولة والخدمات الصناعية.