يسعى معهد التخطيط القومي إلى تطوير رؤية شاملة للصناعات التحويلية في مصر خلال الفترة المقبلة، بما يعزز من قدرتها التنافسية ويدعم مساهمتها في الاقتصاد الوطني. وفي هذا السياق، أطلق المعهد استطلاعًا للرأي تحت إشراف المهندس محمد عبدالكريم، الرئيس الأسبق لهيئة التنمية الصناعية، وبرئاسة الدكتور أشرف العربي، رئيس المعهد، وذلك بهدف إشراك المجتمع الصناعي والأكاديمي في رسم ملامح هذه الرؤية.

وتوجه عبدالكريم بدعوة واسعة إلى عدد كبير من المستثمرين، ورجال الأعمال، وخبراء الصناعة، والأكاديميين، للمشاركة في الاستطلاع، مؤكدًا أن آرائهم تمثل حجر الزاوية في صياغة مستقبل الصناعة المصرية، وأن جميع الإجابات ستُعامل بسرية تامة ولن تُستخدم إلا لأغراض بحثية بحتة. وأوضح الاستطلاع أن الصناعات التحويلية تُعنى بالأنشطة الصناعية التي تقوم على تحويل المواد الخام أو نصف المصنعة إلى منتجات نهائية أو شبه نهائية قابلة للاستخدام أو التسويق، باستخدام الآلات، والأيدي العاملة، والتقنيات المتقدمة، وتشمل الصناعات الغذائية، والنسيج والملابس، والكيماوية، والبتروكيماوية، والهندسية، والمعدنية، وصناعة السيارات ومكوناتها، والدوائية، والطبية، والإلكترونيات، والطاقة المتجددة، ومواد البناء، والصناعات الجلدية، والخشبية، والحاصلات الزراعية.

وطلب الاستطلاع من المشاركين تحديد القطاعات الصناعية التي يعملون بها أو يتابعونها باهتمام مهني أو استثماري، كما تضمن أسئلة تحليلية للوضع الراهن، شملت أهم نقاط القوة في القطاع الصناعي المصري مثل الموقع الجغرافي الاستراتيجي، وتوفر العمالة الماهرة، وتنوع الموارد، وحجم السوق، والبنية التحتية، والاستقرار السياسي، والدعم الحكومي، وانخفاض تكلفة العمالة، والقرب من الأسواق العالمية. كما سأل عن التحديات الهيكلية مثل صعوبة التمويل، وارتفاع تكلفة الطاقة، وضعف الربط مع سلاسل القيمة العالمية، ونقص البحث والتطوير، والخدمات اللوجستية، ونقص المهارات الفنية، والبيروقراطية.

كما تطرقت أسئلة الاستطلاع إلى تقييم إمكانيات توطين الصناعات متوسطة إلى كثيفة التكنولوجيا في مصر، وتحديد القطاعات القادرة على رفع حجم الصادرات، وأهم الصناعات الناشئة الواعدة، والأسواق المستهدفة، ومدى تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق الدولية، إلى جانب التحديات التي تواجه الصادرات، والسياسات الصناعية المطلوبة، والحوافز، والتشريعات اللازمة لدعم القطاع الصناعي خلال السنوات الخمس القادمة.

وقد لاقى الاستطلاع تجاوبًا قويًا ومتعدد الاتجاهات من جانب المجتمع الصناعي، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا لدى كافة الأطراف بتعزيز مستقبل الصناعة التحويلية في مصر. ويُذكر أن معهد التخطيط القومي كان قد أنجز قبل ثلاث سنوات واحدة من أوسع الدراسات حول التصنيع في مصر، تحت إشراف الدكتور إبراهيم العيسوي، والتي استغرقت ثلاث سنوات من البحث والتحليل، لتُعد مرجعًا هامًا في هذا المجال.