في زوايا كثيرة من هذا الوطن، هناك شباب يمتلكون أفكارًا لا تُقدَّر بثمن. البعض يحمل حلمًا لمشروع، والبعض الآخر بدأ بخطوة، ينتظر من يمد له يد الدعم أو يفتح له باب الفرصة.
لكن الواقع غالبًا ما يكون قاسيًا. لا نزال نُقيّم الأفكار بسنين الخبرة، ونقيس الطموح بالمظهر، ونُجامل على حساب الكفاءة. وهنا تُدفَن عشرات المشاريع تحت ركام “أنت لسه صغير”.
الحقيقة أن المجتمعات لا تنهض إلا بعقول تؤمن بالتغيير. وهذا لن يحدث إلا إذا احترمنا عقل الشاب، وساعدناه على التجربة، وفهمنا أن الخوف من الفشل هو أكبر عدو للابتكار.
أنا مؤمن أن شبابنا مش محتاجين معجزة، هم بس محتاجين فرصة. محتاجين نظامًا يربط بين الفكر والتمويل، بين الحلم والتنفيذ. ومحتاجين من يسمعهم بجد، من غير ما يضحك أو يستصغر.
فلنجعل من كل شاب فرصة، لا عبئًا. ومن كل فكرة، مشروعًا ممكنًا.
ولنبدأ بإعادة النظر في ثقافتنا: هل نحن فعلًا نُراهن على الشباب؟ أم نُجمّل الصورة فقط؟
المستقبل مش بكرة… المستقبل بيتبني من النهاردة.
(هشام إبراهيم حموده)
مؤسس ومدير شركة YHI متخصصة في معدات الرفع والمناولة والخدمات الصناعية.