في خطوة نوعية تستهدف دمج المجتمعات الريفية في التحول الرقمي الذي تشهده مصر، أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي عن إطلاق برنامج جديد تحت عنوان “حياة كريمة رقمية”، يهدف إلى تمكين الأسر الأولى بالرعاية من الاستفادة من الخدمات الذكية عبر منصات إلكترونية وتطبيقات هاتفية، بما يسهل وصولهم إلى الدعم الاجتماعي والخدمات الحكومية.
وأوضحت وزيرة التضامن أن هذا البرنامج يأتي كمرحلة متقدمة من المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، حيث يركز على نشر الثقافة الرقمية وتوفير أدوات حديثة للأسر في القرى والمناطق الأكثر احتياجًا، من خلال إنشاء مراكز خدمة مجتمعية مزودة بأجهزة كمبيوتر وشبكات إنترنت مجانية.
وأكدت أن الوزارة ستقوم بتدريب الشباب المتطوعين في هذه المناطق على مساعدة الأسر في استخدام المنصات الرقمية، سواء للتقديم على برامج الدعم النقدي مثل “تكافل وكرامة”، أو للحصول على خدمات الصحة والتعليم والتوظيف إلكترونيًا، مما يقلل من أعباء الانتقال إلى المدن ويضمن عدالة الوصول إلى الخدمات.
من جانبه، أشار المتحدث باسم الوزارة إلى أن المرحلة الأولى ستشمل 250 قرية في 10 محافظات، على أن يتم التوسع التدريجي لتغطية باقي القرى خلال ثلاث سنوات. كما سيتم إطلاق تطبيق للهاتف المحمول يوفر للأسر قاعدة بيانات متكاملة حول حقوقهم الاجتماعية والخدمات المتاحة لهم.
ويرى خبراء التنمية الاجتماعية أن هذا التوجه يعكس رؤية عصرية للعدالة الاجتماعية، حيث يربط بين الدعم المادي والتمكين التكنولوجي، ويمنح المواطنين أدوات حديثة لتحسين مستوى حياتهم. كما أن المشروع يعزز جهود الدولة في بناء مجتمع رقمي متكامل يواكب التطورات العالمية.
ويُتوقع أن يسهم هذا البرنامج في رفع مستوى الوعي الرقمي لدى الأجيال الجديدة في القرى، ويفتح المجال أمام فرص عمل جديدة مرتبطة بالتكنولوجيا والخدمات الرقمية، ما يمثل نقلة نوعية في التنمية الريفية.

