أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن بدء تنفيذ مشروع قومي جديد تحت عنوان “الرقمنة الزراعية”، يهدف إلى تطوير منظومة الزراعة المصرية عبر استخدام الأقمار الصناعية وتقنيات الاستشعار عن بُعد لمتابعة حالة الأراضي والمحاصيل في الوقت الفعلي، وتحسين إدارة الموارد المائية.

وأوضح الدكتور السيد القصير، وزير الزراعة، أن المشروع يتم بالتعاون مع هيئة الاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء، والبنك الدولي، وعدد من الجامعات المصرية، ويهدف إلى إنشاء خريطة زراعية رقمية موحدة لكل المحافظات، تشمل نوع التربة، ونمط الري، والمحاصيل المزروعة، وحجم الإنتاج الفعلي.

وأضاف الوزير أن النظام الجديد سيُمكّن المزارعين من الحصول على تنبيهات فورية عبر تطبيق إلكتروني في حال وجود أي تغير في حالة المحاصيل أو نقص في الري، مما يساعد على تقليل الفاقد ورفع الإنتاجية بنسبة تتجاوز 15% سنويًا.

وأشار إلى أن المرحلة الأولى من المشروع تشمل محافظات المنيا – الفيوم – البحيرة – كفر الشيخ، على أن يتم التوسع لباقي المحافظات خلال عامين. كما سيتم تدريب أكثر من 50 ألف مهندس زراعي وشاب خريج على استخدام التقنيات الرقمية في الزراعة.

وأكد الخبراء أن هذا المشروع يُعد نقلة نوعية في تحديث القطاع الزراعي المصري، ويُسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتحسين كفاءة استخدام المياه، خاصة في ظل التغيرات المناخية.

يمثل “مشروع الرقمنة الزراعية” تطبيقًا عمليًا لرؤية الدولة في دمج التكنولوجيا الحديثة ضمن التنمية الريفية، وهو خطوة مهمة نحو بناء قطاع زراعي ذكي ومستدام يدعم صغار المزارعين ويُعزز تنافسية الصادرات الزراعية المصرية.