في إطار توجه الدولة نحو توطين الصناعات الإستراتيجية وتقليل الاعتماد على الاستيراد، أعلنت وزارة الصناعة والتجارة بالتعاون مع الهيئة القومية للأنفاق والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، عن بدء تنفيذ أول مصنع مصري لتجميع وإنتاج عربات القطارات ومترو الأنفاق في شرق بورسعيد، بالشراكة مع شركة هيونداي روتيم الكورية الجنوبية وعدد من الشركات المحلية العاملة في مجالات المكونات الميكانيكية والكهربائية.
المشروع، الذي يُعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، يستهدف إنتاج أكثر من 320 عربة قطار خلال المرحلة الأولى، وتوريدها لمشروعات النقل الجماعي داخل مصر، على أن تتوسع الطاقة الإنتاجية لاحقًا لتشمل تلبية احتياجات الأسواق الإقليمية. ويقام المصنع على مساحة تتجاوز 300 ألف متر مربع، مزودًا بأحدث خطوط التجميع والدهان والفحص، بالإضافة إلى مراكز تدريب هندسية مخصصة لتأهيل الكوادر الفنية المصرية.
وقال رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس إن المشروع يأتي تنفيذًا لتكليفات القيادة السياسية بتحقيق نسبة مكوّن محلي لا تقل عن 40% خلال المرحلة الأولى، ترتفع تدريجيًا إلى 70% في المراحل اللاحقة، مشيرًا إلى أن المصنع سيعمل على ربط منظومة التصنيع المحلي بشبكة الموردين المحليين في مجالات الصلب، والأنظمة الكهربائية، والمعدات الثقيلة. كما أضاف أن المشروع سيوفر أكثر من 2000 فرصة عمل مباشرة ومئات أخرى غير مباشرة في القطاعات المساندة.
من جانبه، أوضح وزير النقل أن توطين صناعة القطارات يمثل أحد أركان خطة الدولة للتحول إلى مركز إقليمي لصناعة النقل والسكك الحديدية، مؤكدًا أن مصر لم تعد تكتفي بدور المستورد، بل تسعى لتصبح دولة مصدّرة للتكنولوجيا والأنظمة المتقدمة في هذا المجال. وأضاف أن المصنع سيخدم مشروعات قومية كبرى مثل القطار الكهربائي السريع، والمونوريل، ومترو الأنفاق الجديد، مما يسهم في خفض التكلفة الكلية للمشروعات وتسريع وتيرة التنفيذ.
ويرى خبراء النقل والصناعة أن هذا المشروع يمثّل نقلة نوعية في مسار التصنيع المصري، إذ يفتح الباب أمام توطين تقنيات النقل الذكي ويعزز تنافسية الاقتصاد الوطني. كما يعكس ثقة الشركات العالمية في البيئة الاستثمارية المصرية، خاصة في ظل التسهيلات التي تقدمها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للشركاء الصناعيين والمستثمرين الأجانب.
