في خطوة رائدة تعكس التزام الدولة بالتحول الأخضر، أعلنت وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية عن إطلاق أول مبادرة قومية لإعادة تدوير مخلفات البناء والهدم، بهدف الحد من التلوث وتحقيق الاستدامة البيئية في المدن المصرية الجديدة.

وتستهدف المبادرة — التي بدأت مرحلتها الأولى في مدينتي العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة — إنشاء منظومة متكاملة لجمع وفرز ومعالجة المخلفات الناتجة عن أعمال التشييد والهدم، وتحويلها إلى مواد بناء صديقة للبيئة يمكن إعادة استخدامها في رصف الطرق وصناعة الطوب والأسمنت.

وأكدت وزيرة البيئة أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود مصر لتطبيق الاقتصاد الدائري، الذي يعتمد على إعادة استخدام الموارد وتقليل الفاقد، موضحة أن المشروع يهدف إلى إعادة تدوير أكثر من 60% من مخلفات البناء خلال السنوات الثلاث الأولى.

ومن جانبه، أشار وزير الإسكان إلى أن المبادرة تمثل نموذجًا للتكامل بين الدولة والقطاع الخاص، إذ سيتم تنفيذ المشروع بالشراكة مع شركات مصرية متخصصة في إعادة التدوير والتكنولوجيا الخضراء، مع توفير آلاف فرص العمل للشباب في مجالات النقل والفرز والمعالجة.

وقد رحب خبراء البيئة بالمبادرة، مؤكدين أنها ستسهم في خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء، فضلًا عن الحفاظ على الموارد الطبيعية. كما أنها تُعد خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف مصر للمناخ 2030 التي تتضمن بناء مدن ذكية وصديقة للبيئة.