قال علاء نصر الدين، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأخشاب والأثاث باتحاد الصناعات المصرية، إن صناعة الأثاث تواجه تحديات غير مسبوقة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، حيث قفزت أسعار المواد الخام بصورة حادة، وتزايدت أعباء تكلفة الإنتاج، ما أدى إلى تراجع القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق المحلية والخارجية.

وأوضح نصر الدين، في تصريحات صحفية له اليوم، أن القطاع تأثر سلباً بسياسات التقشف وتحرير سعر الصرف، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة، وهو ما انعكس على زيادة تكلفة التشغيل والإنتاج. وأضاف أن أزمة نقص الخامات وقطع الغيار المستوردة نتيجة اضطرابات سلاسل الإمداد العالمية والقيود المفروضة على توفير العملة الأجنبية فاقمت من معاناة القطاع.

وأشار إلى أن بعض أصحاب رؤوس الأموال لجأوا إلى الاعتماد على الماكينات الحديثة في محاولة لخفض التكاليف التشغيلية، وهو ما تسبب في تراجع فرص العمالة اليدوية، خاصة في ظل انتشار ظاهرة سماسرة الموبيليا الذين يستغلون الحرفيين الباحثين عن فرص عمل، في وقت يشهد فيه القطاع ارتفاعاً في معدلات البطالة بين العمالة الماهرة وتراجع دخولهم.

ورغم هذه التحديات، أكد نصر الدين أن الموقع الجغرافي المتميز لمصر يظل من أبرز المزايا التنافسية للصناعة، حيث يسهل الوصول إلى الأسواق العالمية، فضلاً عن توافر عمالة ماهرة بتكاليف منخفضة نسبياً. لكنه شدد على ضرورة معالجة ظاهرة استغلال العمالة وتنظيم السوق الداخلي لخلق بيئة عمل عادلة ومحفزة.

وكشف عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأخشاب أن أزمة استيراد الأخشاب والمواد الخام تعد من أبرز العوائق أمام نمو القطاع، حيث تتسبب في ارتفاع التكلفة النهائية للمنتج، ما يضعف من فرص المنافسة في الأسواق الخارجية.

وفيما يتعلق بجهود الدولة لدعم الصناعة الوطنية، أشار نصر الدين إلى أن الحكومة تبذل جهوداً واضحة لتعزيز التكنولوجيا والابتكار وتوسيع قاعدة الصناعات التصديرية، مع التركيز على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والعمل على توطين الصناعات الثقيلة والمتقدمة لتقليل فاتورة الواردات وتحقيق قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي.

وعن مؤشرات أداء الصادرات، أوضح نصر الدين أن صادرات مصر من الأثاث بلغت نحو 200 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2025، مقارنة بـ331 مليون دولار في عام 2024، و290 مليون دولار في عام 2023، مشيراً إلى أن المستهدف الوصول بحجم الصادرات إلى 350 مليون دولار بنهاية العام الجاري، رغم التحديات القائمة.